يحسب الكثير ان الجهاد هو فعل واحد وهذا ليس بصحيح بل هو مجموعة من الافعال وهو على انواع :
النوع الأول: النوع الأول: جهاد النفس الأمارة بالسوء ويكون بحملها على أن تتعلم أمور الدين وتعمل بها وتعلمها ،وذلك بصرفها عن هواها ومقاومة رعوناتها ، وقد قيل أن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . ((أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه)) ( رواه أبو نعيم وصححه الألباني).
النوع الثاني: جهاد الشيطان ويكون بدفع ما يأتي به من الشبهات وترك ما يزينه من الشهوات لقوله تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ وإِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ( سورة فاطر ).
النوع الثالث: هو جهاد الكفار ،وان اقتضت الضرورة أن يكون هو أول المسائل لكن المسلم أن لم يجاهد نفسه ، ويجاهد الشيطان! كيف له من أن يجاهد الكفار ! يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( سورة المائدة ). وهنا اقترن الأيمان بالله بالتقوى أي بمخافته ، والسبيل الذي يؤدي لرضاه هو الجهاد في سبيله ، ففلاح المسلم هو جهاد الكفار في سبيله . وعلى المسلم أن يحذر في أن لايكون الجهاد إلا خالصا لوجهه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ". (رواه مسلم (وكذلك الترمذي والنسائي ). وجهاد الكفار لن يكون بالقتال وجها لوجه فحسب بل هو باليد واللسان والقلب لقوله صلى الله عليه وسلم ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم )) ( رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم) .
النوع الرابع: هو جهاد الفساق ويكون باليد واللسان لقوله صلى الله عليه وسلم (( من رأي منكرا فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) (صحيح سنن أبي داود ) المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه.