قالت منظمة الصحة العالمية إن ثلث سكان المدن، أي نحو مليار نسمة، باتوا يعيشون في مدن من الأكواخ و"مستوطنات غير رسمية،" ممّا يستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية احتياجاتهم. وقال بيان للمنظمة "في كثير من الحالات تفوق وتيرة النمو السكاني قدرة السلطات المحلية على بناء بنية تحتية أساسية تجعل من الحياة في المدن حياة سالمة وصحية، ممّا يؤدي إلى استشراء المستوطنات غير الرسمية".
وناشدت المنظمة السلطات المحلية والسكان المعنيين ودعاة العيش بطرق صحية وغيرهم، إلى "النظر بتمعّن في التفاوتات الصحية القائمة في المدن واتخاذ ما يلزم من إجراءات". ولفت بيان المنظمة إلى "أن العالم يشهد توسّعاً عمرانياً سريعاً،" قائلا إنه قبل 30 سنة كان 40 في المائة من الناس يعيشون في المدن، غير أنّ تلك النسبة ستصل إلى 70 في المائة بحلول عام 2050.ونسب البيان إلى مارغريت تشان، مديرة منظمة الصحة العالمية، قولها إن "أحوال سكان المدن أفضل من أحوال سكان الأرياف بشكل عام. ذلك أنّهم يستفيدون، بشكل أكبر، من الخدمات الاجتماعية والصحية، كما أنّ متوسط عمرهم المأمول أطول ممّا يُسجّل في الأرياف". لكنها أردفت قائلة "المدن يمكنها أن تكون أيضاً ساحة تتمركز فيها الأخطار المحدقة بالصحة، مثل نقص مرافق الإصحاح ووسائل جمع القمامة، والتلوّث، وحوادث المرور، وفاشيات الأمراض المعدية، فضلاً عن أنماط الحياة غير الصحية".وتواجه الكثير من المدن خطراً ثلاثياً يتمثّل في الأمراض المعدية التي تستشري في ظروف الاكتظاظ، والأمراض المزمنة غير السارية بما في ذلك السكري وأنواع السرطان وأمراض القلب التي مافتئت تتزايد جرّاء أنماط الحياة غير الصحية، بحسب المنظمة. وقالت المنظمة "إنّ تلوّث الهواء خارج المباني في المناطق الحضرية يودي بحياة 1.2 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم. كما تشير التقديرات إلى أنّ 1.5 مليار من سكان المدن يتعرّضون لتلوّث الهواء بمستويات تفوق الحدود القصوى الموصى بتجنّبها".يذكر أنّ الإصابات التي تلحق بالأطفال جرّاء حوادث المرور من الأمور التي تثير الكثير من القلق في المناطق الحضرية، والمعروف أنّ الإصابات الناجمة عن تلك الحوادث من أهمّ أسباب وفاة الشباب من الفئة العمرية 15-24 سنة على الصعيد العالمي، وثاني أهمّ أسباب الوفاة بين الفئتين