بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد السلام عليكم ياإخوتي في وأقدم إليكم هذا الموضوع الذي يبرز معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى عما يشركون
لنتأمل أولاً هذه الآيات العظيمة: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [القصص: 71-73].
هذه آيات عظيمة تحدثنا عن نعمة من نعم الله تعالى وهي نعمة تعاقب الليل والنهار، فقد شاء الله أن يكرمنا بنعمة الليل والنهار لنسكن في الليل ونعمل في النهار لنبتغي من فضل الله، عسى أن نشكر الله تعالى.
وتصوروا لو كانت الأرض مثلاً مثل القمر إما ليل دائم أو نهار دائم (فالقمر يبقى خلال دورانه في مواجهة الأرض بحيث أننا لا نرى إلا الوجه المنير أم الوجه المظلم فلا نراه من الأرض)، سوف نبقى في حالة قلق، وسوف تضطرب معيشتنا، ولن نحس بأي سعادة، وسيخيم الحزن على حياتنا، ولذلك أقل ما نقدمه لهذا الخالق العظيم أن نشكره! وسبحان الله وعلى الرغم من كل هذه النعم نجد من ينكر ويجحد ويعصي خالقه ورازقه.
ويمكننا القول إن أفضل نظام لسعادة البشر هو أن يعيشوا على كرة أرضية ذات جاذبية وذات سهول وممهدة أمامهم، وتدور حول شمس هي مصدر للطاقة ونباتات ليأكلوا ويستمتعوا بها، وجبال لتثبت الأرض فلا تضطرب في حركتها، ويقول العلماء إن الأرض تحقق الشروط المثالية للحياة، ورغم ذلك يأتي من يقول إن الأدلة لديه غير كافية على وجود الله! تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
يقول تعالى: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) [إبراهيم: 32-34].